عرض المشاركات المصنفة بحسب مدى الصلة بالموضوع لطلب البحث مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها. تصنيف بحسب التاريخ عرض كل المشاركات

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/14/2021 05:55:00 م

        مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها
                             (الجزء الأوّل)

مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها - الجزء الأوّل                                                                     تصميم الصورة : وفاء المؤذن
مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها
(الجزء الأوّل)

 مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها - الجزء الأوّل : 

أصبح مصطلح |اليقظة الذهنية| رائجاً جداً في السنوات الأخيرة، رغم أن مفهوم اليقظة الذهنية معروفٌ منذ آلاف السنين، خاصةً عند شعوب الشرق الأقصى، إلا أنه لم يصبح جانباً علمياً إلا منذ بضعة عقود، وقد أصبح وسيلةً لعلاج بعض |الأمراض النفسية| والجسدية.

ما معنى اليقظة الذهنية؟

  • اليقظة الذهنية مصطلح يُقصد به أن يتواجد الانسان في نفس اللحظة التي يتواجد فيها، بمعنى أن يكون تركيز الشخص منصبّاً على اللحظة الحاليّة والموقف الحالي، دون التفكير بغيرهما، ودون السماح لأية ضغوطاتٍ بصرف انتباهه عما يقوم به، وللقيام بذلك، يجب تقييم الموقف وتحديد الأولويات، ثم التوجّه مباشرةً نحو الأهداف، دون التأثر بالضغوطات الثانوية، ومن الصعب جداً تحقيق ذلك دون امتلاك اليقظة الكافية.
  • فاليقظة هي التي تسمح لنا باستعادة السيطرة على أفكارنا وعقولنا، فهي تمدّنا بالآليات المناسبة لإعادة فحص الموقف الذي نحن فيه وتقييمه، بحيث يمكن التراجع عنه، وإيجاد الحلول القابلة للتنفيذ، ثم تنفيذ هذه الحلول للخروج من المشاكل وتقليل الاجهاد الناتج عنها، وهذا بالتالي سيتيح لنا الفرصة لإعادة التفكير في تعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين.

تأثير اليقظة الذهنية على الدماغ:

  • عند قياس النشاط الدماغي للأشخاص الذين يمارسون تمارين التأمل (وهي قريبةٌ جداً من تمارين اليقظة)، تبيّن بأنهم أكثر هدوءً من غيرهم، بمعنى أن مراكز الدماغ المسؤولة عن التركيز تصبح أكثر استرخاءً، وقد أفادت التجارب بأن الأشخاص الذين يكلَّفون بمهامٍ تركّز على التأمل الذاتي، يصبحون أكثر قلقاً وتوتراً، ولكن إذا مارس هؤلاء الأشخاص تمارين التأمل فإن قلقهم سيقل بالتدريج حتى يتلاشى، وهذا يعني بأن اليقظة الذهنية التي نحصل عليها بتمارين خاصة مثل تمارين |التأمل|، قادرةٌ على إعادة تشكيل أدمغتنا، وهذا يعني أيضاً، أننا سنصبح أكثر هدوءً وأكثر وعياً بأنفسنا عندما نعرف كيف نصبُّ تركيزنا على اللحظة الراهنة والموقف الراهن، ويتم ذلك بالتدريب على تحقيق اليقظة الذهنية، وكل ذلك يقود إلى حقيقة إمكانية تدريب الدماغ وإعادة تشكيل الوصلات الدماغية من خلال تمارين التفكير، وكذلك تبيّن بأن تمارين اليقظة الذهنية تقوّي لدينا مشاعر اللطف والرحمة، وهذا ما يعزز وعينا بالآخرين وبكيفية التعامل معهم.

فوائد اليقظة الذهنية:

  1. التخلص من |القلق| و|التوتر| والارهاق والاجهاد وتعميق الشعور بالذات.
  2. التخلص من فوضى تشتيت الانتباه بين عدة مهام، فنحن كثيراً ما نوزّع اهتمامنا وتركيزنا على عدة مهامٍ بنفس الوقت، سواءٌ أردنا ذلك أم لم نرد .

نحن نعتقد بأننا قادرون على إنجاز جميع تلك المهام بسرعةٍ وكفاءةٍ عالية، ولكن الحقيقة هي أن نتائجنا تكون أقل مما نستطيع تقديمه، ولكي نحصل على الانتاجية الفضلى، يتوجب علينا العمل على إنجاز تلك المهام فرادى، وحسب الأولوية، وهذا ما تساعدنا على إتقانه اليقظة الذهنية، فإن تطوير التركيز من خلال اليقظة سيساعدنا على اغتنام اللحظة، وتحويل الفكرة الحيوية إلى عملٍ، بدل توزيع القدرة الدماغية على عدة مهام بنفس الوقت، وإن تطبيق ذلك ليس صعباً عملياً، ويمكن البدء بالتدريب على التركيز على أي عملٍ نقوم به مهما كان بسيطاً، فمثلاً عند اللعب يجب التركيز على اللعبة فقط، ورمي كل الأفكار الأخرى جانباً، وهذه هي الخطوة الأولى لكي نتعلم كيف نركز على اللحظة الراهنة والموقف الراهن.

اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش🔭

مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/14/2021 05:57:00 م

مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها - (الجزء الثاني)                                                                               تصميم الصورة : وفاء المؤذن
مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها
(الجزء الثاني)

 مفهوم اليقظة الذهنية وتأثيراتها وفوائدها - الجزء الثاني :

استكمالاً لما بدأناه حول فوائد اليقظة الذهنية في المقال السابق سنكمل في ما يلي :

 اليقظة الذهنية تنمي مشاعر اللطف والمحبة والتسامح:

  • لأن ممارسة اليقظة الذهنية تجعلنا أكثر وعياً بأنفسنا وبأفكارنا وبعواطفنا، وتعلّمنا كيفية اغتنام كل لحظةٍ في حياتنا، وهذا يقودنا تلقائياً إلى زيادة وعينا وإدراكنا للآخرين، فكلما ابتعدنا عن |الأنانية| و|النرجسية| و|التفكير| بأنفسنا فقط، كلما أصبحنا أكثر قدرةٍ على إدراك مشاعر الآخرين والاحساس بها، وكلما كنّا قادرين على وضع أنفسنا في مكانهم، وهذا بدوره يقوّي مشاعر الارتباط مع الآخرين، ويمكن تحقيق كل ذلك باتباع استراتيجيةٍ فريدةٍ في |التأمل|، بأن يبدأ الشخص بتعلّم واتقان كيف يكون لطيفاً مع نفسه أولاً، ليحرّرها من |الأفكار السلبية| والأحكام الجامدة، وهذا بدوره سيعيد ترتيب الوصلات الدماغية لإعادة تشكيل الدماغ، بحيث نصبح أكثر لطفاً ومحبةً للآخرين.

 اليقظة الذهنية تصنع ثقافة المسؤولية الاجتماعية:

  •  تعني المسؤولية الاجتماعية، الشعور بالارتباط بالآخرين، ومعرفة مدى تأثير أفعالنا وانفعالاتنا على من حولنا، ومن مسؤولية الفرد أن يجعل تأثيره على الآخرين إيجابياً، بمعنى أن كل شخصٍ يستطيع ممارسة دوره في جعل العالم مكاناً أفضل، وذلك بإصلاح طريقة تفكيره ونطرته لنفسه وللآخرين أولاً، وإذا كان تأثير الفرد على الجماعة مهماً ولا يمكن تجاهله، فإن تأثير المؤسسات أكبر بكثير، وبالتالي فإن المؤسسات التي تتبنى مبادئ اليقظة الذهنية تستطيع فعل الكثير لتنمية المسؤولية الاجتماعية لدى المجتمع، وهذا بدوره سيقود إلى مجتمعٍ أكثر ترابطٍ وانسجام.

اليقضة الذهنية تصنع القادة:

  • لا يمكن لمبادئ اليقظة الذهنية وقوانينها ان تغّير شيئاً فينا ولا فيمن حولنا إذا لم نفهمها جيداً ونأخذها على محمل الجد، ونضعها موضع التنفيذ في كل مراحل حياتنا، وعلى كل قائدٍ في أية جماعةٍ أن يدرك جيداً بأن القيادة لا تعني الانفتاح والاستيعاب والاهتمام بجماعته فحسب، بل عليه أيضاً أن يعرف كيف يسيطر على أي موقفٍ يواجهه، وأن يتحكم به بكل هدوءٍ وثقة، لكي يتمكن من توجيهه بالاتجاه الصحيح، فمن صفات القائد الناجح أن يراقب التغيرات التي تحدث في حياته اليومية، وأن يصبح أكثر صبراً وتعاطفاً وقوةً وتصميماً يوماً بعد يوم، ويمكن تحقيق كل ذلك من خلال ممارسة اليقظة.

الخلاصة: 

  • رغم أن |اليقظة الذهنية| متاحةٌ للجميع، إلا أنها ليست حلاً سحريا ولا أمراً سهلاً، بل هي طريقة حياةٍ نختارها ونبني عليها مستقبل علاقاتنا بأنفسنا وبمن حولنا، وعند فهم أبعادها يمكن أن نجني ثمارها، فنتخلص من التشتت، ونتعلم التركيز على مهمتنا الحالية فقط، كما تمكننا اليقظة الذهنية من تقوية دوافع اللطف والرحمة فتزيل القلق والتوتر من حياتنا، وتساعدنا على التصالح مع انفسنا وتعزيز وعينا بذواتنا وبالآخرين، لكي نترك أثراً إيجابياً في مجتمعنا.

هل وجدت فائدةً ما في هذه المقالة؟ ننتظر ردك؟

سليمان أبو طافش🔭

يتم التشغيل بواسطة Blogger.